هل سيدنا آدم أول البشر؟ نعم، آدم عليه السلام هو أول بشري خلقه الله عز وجل، وجميع البشر هم من سلاسة سيدنا آدم، فما هي قصة قصة آدم عليه السلام كاملة، وكيف خلق الله عز وجل سيدنا آدم، وما قصة معصية آدم وهبوطه من الجنة؟ وما هي قصة سيدنا آدم مع إبليس؟ اقرأ المقال التالي من مدونة وجيز حيث نسرد لك قصة آدم عليه السلام مختصرة.

قصة آدم عليه السلام مختصرة

سبق وسردنا لكم قصة إبراهيم عليه السلام، أما الآن فنسرد لكم قصة آدم عليه السلام مختصرة بأسلوب سلس، وتسلسل صحيح:

قبل ولادة آدم

كان الله عز وجل وحده في هذا الكون، ولم يكن معه شيء، ومن ثم خلق العرش، وبعدها السموات، وبعدها الأرض وما فيها، وبعدها خلق الله الجن، وقد أسكنهم في الأرض التي نسكن فيها الآن، وكان ذلك قبل ميلاد سيدنا آدم عليه السلام ب2000 عام. عندما سكن الجن في الأرض، أفسدوا فيها، ونشروا الدماء، ونشروا المعاصي والذنوب في الأرض، فأرسل الله لهم جيشاً من الملائكة لطردهم من الأرض.

الإذن بخلق البشر

أذن الله جل جلاله بخلق خلقٍ جديد، (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً..)، وقد تساءلت الملائكة إن كان هذا الخلق الجديد مفسدين مثل الجن، (قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ..)، وقالت لله عز وجل، إن كان المراد من الخلق الجديد أن يعبدوك، فنحن هنا لعبادتك ليلاً ونهارا، (وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ..)، فرد عليهم الله أنه أعلم بالمصلحة من خلق هؤلاء، (قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) البقرة)، والخلق الجديد هم البشر، ( إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ (71) الحجر).

المادة التي خلق منها آدم

قال رسو الله صلى الله عليه وسلم، إنَّ اللهَ تعالى خلق آدمَ من قبضةٍ قبضها من جميعِ الأرضِ فجاء بنو آدمَ على قَدْرِ الأرضِ فجاء منهم الأحمرُ والأبيضُ والأسودُ وبينَ ذلكَ والسَّهْلُ وَالْحَزْنُ والخبيثُ والطيبُ. أمر الله عز وجل سيدنا جبريل عليه السلام بأن يأتيه بطين من الأرض، ولكنه رجع من دون إحضار الطين، فقد قالت له الأرض عندما أراد أخذ كمية من الطين، أعوذ بالله منك أن تنقص مني أو تشينني، وقال جبريل عليه السلام، يا رب لقد أعاذت بك فأعدتها. بعث الله بعدها مبكائل، فأعاذت منها فأعاذها ورجع، وقال يا رب لقد أعاذت بك فأعدتها، ومن ثم بعث الله ملك الموت وعاذت منه أيضاً، ولكنه قال أنا أعوذ بالله أن أرجع ولم أنفذ أمره. أخذ ملك الموت ملك الموت الطين من وجه الأرض من أماكن متفرقة، ولم يأخذ الطين من مكان واحد، وخلط بين التربة البيضاء والحمراء والسوداء، وصعد بها لله.

دبت الروح في آدم

عندما خلق الله آدم عليه السلام، نفخ فيه الروح، فعطس وقال الحمد لله، فقال: الحمد لله. فحمد الله بقضائه وقدره وبتيسيره وتوفيقه، فقال له الله عز وجل: رحمك الله يا آدم. كما أمر الله آدم أن يذهب للملائكة، ويقول لهم السلام عليكم، ففعل، وردوا عليه، وعليكم السلام، وعليك السلام ورحمة الله. ورجع آدم إلى ربه، فقال الله سبحانه: إن هذه الكلمات المذكورة تحيتك أنت وتحية ذريتك فيما بينهم عند ملاقاتهم.

في أي يوم خلق سيدنا؟

خلق الله سيدنا آدم في آخر ساعة من ساعات يوم الجمعة، ما بين العصر والليل، وقد خلق الله آدم بيده، كي لا يتكبر إبليس عليه وليقول له الله (تتكبّر عما عملْت بيدي، ولم أتكبر أنا عنْه).

الاحتفاء بالمخلوق الجديد

قال الله الملائكة أن يسجدوا لآدم، وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم..)(البقرة:34)) وقد سجدوا، ولكن عصى إبليس أمر الله، (إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين (البقرة:34))، وقد إبليس علل واهية لامتناعه عن السجود لآدم، (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين (الأعراف:12))، وقوله (لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمإ مسنون) (الحجر:33))

طرد إبليس من الجنة

بسبب تكبر إبليس ورفضه السجود لآدم، عاقبه الله بالطرد من الجنة، (قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين) (الأعراف:13))، بل وعاقبه باللعنة إلى يوم الدين لأنه تكبر، فقال إبليس، سأصد بني آدم عن عبادتك وطاعتك، وسأوسوس لهم وأغويهم كما أغويتني، وأضلهم كما أضللتني. (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16الأعراف))، فرد الله عليه، (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين} (الحجر:42)).

تعليم آدم

لقد علم الله سبحانه وتعالى آدم كل شيء، علمه الأسماء كلها، والأفعال، والصفات، وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ۝ قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ۝ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ [سورة البقرة:31-33].

آدم يسكن الجنة

أسكن الله آدم عليه السلام ، وأذن لهم أن يأكل من ثمارها ويستظل بظلال شجرها، (إِنَّ لَكَ أَلا تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى (طه 118))، وبينما هو في الجنة استوحش وحدته، فنام، وبينما هو نائم، خلق الله حواء من ضلع آدم عليه السلام الأيسر من خلفه وهو نائم، ولما استيقظ رآها تجلس عند رأسه، فسألها من أنت! فقالت أنا امرأة، فسألها فلم خلقك الله عز وجل! قالت: لتسكن إلي، وأعجبته، فأنس إليها وأنست إليه، (وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا). سأل الملائكة سيدنا آدم عن اسمها، ليتأكدوا أن الله قد علمه كل شي، فأجابهم، اسمها حواء، لأنها خلقت من شيء حي. سكن آدم وحواء الجنة، وتنعموا ينعيمها، فأكلوا ما لذ وطاب منها، ولبسوا أفضل اللباس فيها، وشربوا من أنهارها.

عصيان آدم وحواء أمر الله

أمر الله آدم وحواء ألا يقربا شجرة معينة في الجنة، وسمح لهم أن يأكلوا من كل شجر الجنة عداها، كما وصى الله سيدنا آدم وحذره من إغواء إبليس اللعين، (فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى (طه:117)). ظل إبليس يوسوس لآدم وحواء ليأكلوا من الشجرة، ولم يأبها به، ولكنه ظل يحاول ويحاول، حتى في مرة أقسم إبليس بالله أنه سيكون لهم من الناصحين، وظل يوسيوس حتى أغواهم، وأكلت حواء أولاً منها، ومن ثم أكل آدم، وفورما أكلا منها انكشفت سوءاتهما، فخجل كليهما، وصاروا يسترون عوراتهم بأنفسهم بأوراق الأشجار، حاول أدم الفرار خوفاً من الله، ولكن صارت أغصان الأشجار تتمسك به وتعيده.

آدم يعلن توبته

قال الله، ألم أقل لكما ألا تأكلا منها، فظل آدم يطلب الرحمة من الله، حتى تاب الله على آدم وحواء، لأن آدم ندم، واعتراف بالذنب، وظل يتطلب التوبة والرحمة من الله، (قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (الأعراف 23)).

آدم وحواء وإبليس إلى الأرض

أهبط الله أدم وحواء وإبليس في نفس اليوم إلى الأرض، وكان يوم جمعة، (قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (الأعراف 24)). أنزل الله على آدم وحواء وحي، والتي تنص على عبادة الله والإكثار من العبادات للتقرب من الله، وترك المعاصي، ومن عمل صالحاً فقد فاز في الآخرة، ومن عصى الله وغرته الدنيا فله عذاب أليم في الآخرة. (قُلْنَا ٱهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعًا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّى هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَاىَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة 38)). في الأرض، بدأت ذرية آدم تتكاثر وبث منها رجالاً كثيراً ونساءً، وكانت حواء تلد في كل بطن ذكر وأنثى، ويزوج آدم كل أنثى من ذكر على أن لا يكونا من نفس البطن.

قصة قابيل وهابيل

في أحد الأيام، ولد قابيل، وولد أخوه هابيل من بطن آخر، وكان من المفترض أن يتزوج قابيل توأم هابيل الأنثى والعكس صحيح، وكانت توأم قابيل أجمل من توأم هابيل، فرفض قابيل أن يتزوج توأم هابيل، وأراد أن يتزوج توأمه التي من نفس البطن، ورفض هابيل ذلك. لإنهاء ذلك الخلاف، هدى الله تعالى آدم إلى حل، وهو أن تقديم كل من قابيل وهابيل قربانًا لله تعالى، ومن بُقبل قربانه من الله، سيتزوج الفتاة الأجمل. تقبل الله قربان هابيل لصدقه وإخلاصه فقد كان راعياً وقد قدم لله أحسن وأسمن غنمة، ولم يتقبل الله صدقة قابيل؛ لسوء نيته، وعدم تقواه، فقد كان يعمل بالزراعة، وقدم أردأ ما عنده من الزرع لله.

قتل قابيل لهابيل

غضب قابيل وشعر بالحسد من أخيه، وقال لهابيل: لأقتلنّك، واقترب من هابيل ليقتله، فرد عليه هابيل وقال: حتى لو بسطت يدك لتقتلني، فلن أفعل مثلك، لأنني أخاف الله رب العالمين، ولم يكترث هابيل بما قاله أخوه، فأمسك صخرة، وفضخ بها رأس أخيه، ليكون هابيل أول قاتل على وجه الأرض. لم يعرف قابيل ماذا يفعل بجثة أخيه، وظل حائراً، حتى بعث الله تعالى أمامه غرابين يقتتلان، فقتل أحد الغربان الغراب الآخر، وعندما مات الغراب، قام الغراب القاتل بعمل حفرة في الأرض، ودفن فيها جثّة الغراب الآخر وأخفاها بالتراب، ففعل قابيل نفس الشيء مع جثة أخيه، وقد ندم بعدها ولكن لا يُعلم إن كان قد تاب أم لا.

الموت يحضر آدم

عاش آدم في الأرض 1000 عام، وظلت ذرية آدم تتكاثر، وكان من ذرية آدم ابنه شيث والذي أعطاه الوصية من بعده، وقد جاء اليوم الذي احتضر في آدم، وبينما هو يحتضر، قال لأبنائه أنه يشتهي من ثمار الجنة، فذهبوا يطلبون له من ثمار الجنة، فاستقبلتهم الملائكة، فقالت لهم أين تذهبون، قالوا، والدنا يشتهي من ثمار الجنة، فقالت لهم الملائكة وهي تحمل الأكفان، ارجعوا، ارجعوا، فقد مات أبوكم.

الملائكة تعلم أبناء آدم التعامل مع الميت

قبضة الملائمة روح آدم، وغسلوه، وكفنوه، وحنطوه، وحفروا له، ولحدوه، فصلّت عليه الملائكة، وأدخلوه قبره، وحثوا عليه التراب، وقالوا، يا بني آدم هذه سنتكم في دفن الميت.

كتاب عن قصص الأنبياء

ذكرنا لكم آنفاً قصة آدم عليه السلام مختصرة ، وللاطلاع على المزيد من التفاصيل حول قصة النبي آدم، فننصحكم بقراءة كتاب “قصص الأنبياء”، وقد عرض الكتاب قصص الأنبياء التي وردت في القرآن الكريم، ويسلط الضوء على العظات والعبر التي تؤخذ من هذه القصص.احصل على ملخص كتاب قصص الأنبياء، وبنسخة مقروءة أو مسموعة ملخصة بمدة 15 دقيقة من خلال تحميل تطبيق وجيز؛ أضخم مكتبة عربية للمحتوى المعرفي القصير.